لمحة تاريخية عن أسماء الأشخاص في السويد

قبل انتشار الديانة المسيحية في السويد وفي دول الشمال كان كل فرد يحمل إسم واحد الذي ندعيه اليوم الإسم الأول. الكثير من الأسماء التي كانت مُستخدمة في ذلك الحين لازالت تُستخدم. بعض الأمثلة على الأسماء المذكرة هارالد, بيورن, توشتين وإيريك. الأسماء المؤنثة من ذلك الوقت إنغريد, غونهيلد و فريّا.

للتمييز بين شخصين يحملون الإسم ذاته كانوا يلقبون بألقاب, أي إسم إضافي, الذي كان يعكس شكل الشخص الخارجي أو شيء ما فعله هذا الشخص. أحد ملوك الدنمارك كان يُسمى ب هارالد السّن الأزرق وذلك لأن أحد اسنانه كانت زرقاء أو سوداء.

الكنية (اسم العائلة)

طريقة أخرى للتمييز بين الأشخاص الحاملين للإسم ذاته كانت بإضافة أسماء أباءهم: لو كان بيورن إبن إيريك يصبح إسمه بيورن إيريكسون (إضافة كلمة" سون" إلى إسم إيريك تعني إبن). إبنة إيريك إنغريد يصيح إسمها إنغريد إريكسدوتر(إضافة كلمة "دوتر" إلى إسم إيريك تعني إبنة). إذا أنجب بيورن طفلاً أسماه توشتين سيكون إسمه الكامل توشتين بيورنسون. تسمية الأبناء نسبة إلى أباءهم كان دارجاً في السويد حتى أواخر القرن التاسع عشر. خاصة في الأرياف.

في العصور الوسطى إنتقل العديد من الناس من الدول الأوروبية الأخرى إلى المدن السويدية فكانت الألقاب والكنيّات الأجنبية منشرة في تلك المدن. الألقاب كانت سلبية عادةً. إنغريد الإصبع اللّص كان يطلق على إمرأة كانت قد سرقت شيئاً. مثل هذه الألقاب لم تصبح كنيّات في ما بعد.

أول من بدأ بحمل كنيّة ثابتة كانوا من نبلاء السويد, وفقاً لقرار عام 1628. غالباً كانت كنيّاتهم الجديدة تتطابق مع شكل شعار النبالة الذي يحملوه. وكانت الكنيات تتكون من جزئين, مثلاً يّيَلانيسفيرد (السيف الذهبي) أو سيلفرخولد (الدرع الفضي), ولا يتم كتابتها دائماً بتهجئة حديثة.

الكهنة الذين درسوا في أوروبا, بين عامين 1500- 1600 كانوا يفضلون إختيار الأسماء اللاتينية لبلدانهم الأصلية. مثلاً أحد الطلاب القادمين من كوباربيري كان ليختار اسم كوبريمونتانوس (وهي ترجمة حرفية لاتينية لإسم بلاده). اذا كان إسم بلده شيلهولت كان ليصبح فاونتيإلوس ( كلمة فاونتي هي ترجمة لكلمة شيللا التي تعني بالعربية المصدر وإليوس هي إضافة لاتينية متعارف عليها). هذا النوع من الكنيّات بدأ استخدامه فيما بعد من قبل أبناء الكهنة وأصبح واثياً.

الأسماء في المدن

بدأ الناس في المدن (المسؤولين, التجار, الحرفيين والخدم) بإستخدام الكنية في عام 1600. الكنيات كانت مستوحاة من الألقاب الشائعة و الكنيات الألمانية التي تواجدت في السويد. هذه الكنيات كانت تنتهي عادة بكلمة "بيري" أو "مان", ولكن كان الأفراد يستخدمون كلمات سويدية أخرى مثل "ستروم" و "دال", كخطوة أولى كان المرء يختار إسم موطنه الأصلي أو كلمة من الطبيعة. وهكذا تكونت الكنيات الأكثر شيوعاً مثل بلومبيري, لوندمان و ستينستروم.

في عام 1800 بدأ توارث إسم الأب إلى أن أصبح كنية. لو أن بيورن إيريكسون حصل على طفل كان ليكون إسمه مثلاً سفين إيريكسون. وذات الشيء لو حصل على إبنة (أنّا إيريكسون). ولهذا السبب يوجد في السويد العديد من الكنيات مثل أندرسون وإيريكسون. في عام 1901 تقرر أنه على المرء الحصول على كنية دائمة في السويد. اي كنية لا تتغير على زمن كل جيل بل يتم توارثها.

أكثر ستة عشر كنية معروفة في السويد اليوم تنتهي بكلمة "سون", أندرسون, يوهانسون و كارلسون في قمة اللائحة. أشهر كنية لا تنتهي ب "سون" هي ليندبيري وتحتل المرتبة السابعة عشر.

الإسم الأول

بعد إنتشار الدين المسيحي في السويد بدأ استخدام العديد من أسماء القديسين وأسماء من الإنجيل. هذه الأسماء مشتركة في جميع البلدان الأوروبية وتوجد أيضا في مناطق كثيرة في العالم. يمكن أن يكون لها أشكال مختلفة في لغات مختلفة. اسم نيكولاوس المقدس أصبح بالسويدية نيلس, أندرياس أصبح أندرش, يوهانيس أصبح يوهان أو هانس, كريستينا أصبحت كريستين أو ستينا, كاتارينا أصبحت كارين وهكذا.

الكثير من الأسماء التي كانت قبل المسيحية لازالت تستخدم اليوم. ودخل الكثير من الأسماء الحديثة إلى السويد. مثلاً أتت من ألمانيا في عام 1500 اسم هيدفيك و لينارت, من فرنسا أتت أسماء غابرييلا و تيريز عام 1700. من إنكلترا وأميريكا أتت العديد من الأسماء في الأعوام مابين 1800 و 1900 مثلاً مولّي و روبن. في الأعوام الخمسين الماضية دخلت العديد من الأسماء إلى السويد من بلدان مختلفة, مثل ياسمين, زوران و علي. وبعض الأسماء التي تظهر من مجرد تعديل بعض الأسماء مثل إليسيا من إسم أليسيا.

الأسماء الأكثر شهرة في السويد عام 2016 هي, للبنات أنّا, إيفا, ماريا, كارين وكريستين. للذكور لارش, ميكايل, أندرش, يوهان وبير. بين حديثي الولادة كانت الأسماء الأكثر شهرة للبنات أليس, ليللي ومايا. للذكور أوسكار, لوكاس و ويليام.